مدونة
اختراعات غيرت التاريخ: الذكاء الإصطناعي ومستقبل الإنسان
كانت الحاجة ولا تزال أم الإختراعات، فكلما تقدمت مجالات الحياة، كلما مهد ذلك لثورة تكنولوجية، ففي سعي الإنسان نحو التكيف مع البيئة المحيطة، والإستفادة منها، قام بابتكار آلاف الإختراعات لكي تصبح حياته أكثر سهولة.
وضمن هذه السلسلة الرمضانية سيستعرض لكم موقع "ولو.بريس" أهم الإختارعات التي غيرت حياة الإنسان؛ وفي ثالث أيام رمضان سنتطرق إلى تقنية "الذكاء الإصطناعي".
وبالطبع هناك الكثير منا قد سمع أو قرأ في مكان ما صدفة أو بالقصد عن تقنية "الذكاء الإصطناعي" أو (Intelligence Artificielle) وبالتأكيد أيضا الكثير منا قد رأى أفلام "Science-fiction" التي تظهر فيها الألات وكأنها لها رغبة وعقل خاص بها بل وتريد الإنفراد بحياتها الخاصة بعيدا عن تحكم البشر.
في بدايته سنة 1956 يعرف الذكاء الإصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والإستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي، ويعرف كبار الباحثين الذكاء الإصطناعي بأنه دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها.
يعتقد الكثير من الناس أن الفلسفة هي العامل الرئيسي الذي يعتمد عليه الذكاء الإصطناعي في فهم وتحليل الأمور وإتخاذ القرارات المناسبة بناء علي ذلك، لكن العالم الأمريكي David Deutsch أقر بأن الفلسفة تحمل الحل للوصول إلى مرحلة من الذكاء الإصطناعي تحاكي تلك المتواجدة في العقل البشري أو مايعرف بـAGI، الأمر الذي يري البعض أنه بعيد عن الواقع في الوقت الحالي ولأعوام قادمة، لأن العلم الحديث لم يتوصل لفهم كامل لطريقة عمل العقل البشري مع كل التطور التكنولوجي المتواجد حاليا، البعض الأخر يرفض فكرة التطور الكبير للذكاء الإصطناعي ويرى أنه يجب أن يقف عند حد معين حتى لا يسبب خطرا علي الإنسان.
شركة "Google" و"Facebook" تعتبران من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الإصطناعي حيث أن الشركة تستخدمها مثلا في محركات بحثها بشكل واسع ليتم التوصل لنتائج بحث أكثر دقة، أو البحث عن الصور كما يمكن لهاتف Android فهم أوامر مستخدمه، والترجمة الفورية للعبارات المكتوبة بلغة أجنبية على اللافتات في الطرقات وغيرها، أما بالنسبة للموقع الأزرق فايسبوك، فيسمح التعلم العميق للشبكة الإجتماعية بالتعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار، وغير ذلك من الوظائف.
تستخدم هذه تقنية الذكاء الإصطناعي الأن في الكثير من المجالات، كالإتصالات والبنوك والطب الحيوي والكشف عن المخدرات والبصمة الوراثية والحصول على عقاقير جديدة فى مجال الصيدلة وفي الكمبيوتر والأنترنت كخدمات Email للتعرف على Spam وخدمات البحث عن الصور والبحث بالصوت وغيرها.
شركة غوغل تعتمد على هذه الطريقة في نظام Andoird للتعرف على الكلام فحققت إنخفاضا بنسبة 25 % في أخطاء التعرف على الكلمات وبعد النجاح الكبير لهذه التقنية في التعرف على الصور والكلمات، تسعى Google لتطبيق هذه التقنية لفهم لغة البشر بما يكفي لإعادة صياغة الجمل ويمكن الإستفادة منها في Google Traduction، وأيضا تطبيقات السيارات ذاتية القيادة.
وفي الأخير أشير إلى أن تطبيقات الذكاء الإصطناعي بأشكاله المختلفة ومراحله المتعددة تستمر في التطور والدخول في تطبيقات حياتنا اليومية شيئا فشيا، ويمكننا رؤية ذلك في طريقة تعامل هواتفنا مع الأمور أو في برمجيات الذكاء الإصطناعي في هواتفنا مثلا مثل تطبيق Siri الخاص بشركة Apple أو تطبيقا Bixby الخاص بشركة سامسونغ أو Alexa أو حتى Google Search Voice وغيرها الكثير، وأيضا الحواسيب الخاصة بالسيارات الحديثة التي تستخدم تطبيقات الذكاء الإصطناعي لمعرفة الجو أو إكتشاف الطرق أو كمية الوقود المتبقية وماهي المسافة التي يمكن للسيارة مشيها بالإستناد علي طريقة القيادة الحالية للسيارة، أو حتى تطبيقات الذكاء الإصطناعي في ألعاب الفيديو، كل هذه التطبيقات وغيرها الكثير والكثير هي في الحقيقة نتاج للتقدم العلمي لما يسمي بالذكاء الإصطناعي.